الأحد، 18 ديسمبر 2011

رحلـــــت دون وداع ...

في منتصف الليل ... بل عند رحيل الليل ... و بداية فجر جديد ...
و كعادتي أمسك بدفتر مذكراتي الصغير أقوم بجرد يومي من فجره إلى ليله ...
لكن ليلتي مختلفة ... شعور غريب ينتابني ..
و فجأة ..........
و بدون مقدمات يرن جرس الهاتف  !!!
فأسرعت متلهفة لأرد على الهاتف رغم الضيق الذي أصابني عند سماعه إنها صديقتي ...
و من دهشتي لهذا الإتصال قلت لها دون ردي السلام :
ماذا تريدين ؟! ماذا حدث ؟؟
قالت : إحدى قريباتي تلك التي هي صديقتك ...
قلت لها : نعم ماذا بها ؟!!
قالت : لقد تم تعيينها في مدرسة بقرية نائية عنا ...
قلت : ما شاء الله و لكن أخبريها بعتابي لها ; لأنها لم تبشرني بذلك !
و منذ فترة لم أراها ... و لم أسمع صوتها ...
قالت و بصوت يشوهه الحزن : آسفة لا أستطيع إيصالها عتابك ; لأن فجر أمس و هي في طريقها للمدرسة أصابها حادث بشع و انتقلت إلى رحمة الله هي و أبيها ...
حينها لم أتمالك نفسي فذهبت مسرعة لحجرتي ...
لقد ماتت و رحلت ... نعم رحلت و تركتني وحيدة ...
رحلت شمعة حياتي ... رحلت صديقتي ... رحلت أختي ...
إنها كل شيء في حياتي ...
أحسست و الدموع تملأ مقلتي أن الدنيا توقفت برحيلها ...
فأصبحت لا أفارق حجرتي ... بل أصبحت انتظر اليوم الذي أرحل فيه مثلها ...
و بعد مرور أسبوع على هذا الحال ... حتى جفت عيناي من الدموع ...
أحسست ببصيص أمل يعود لي ... فتشبثت به ... و أدركت حينها أن الحياة لم تنتهي ... و لم تتوقف ...
و لن أنسى من ذهبت للقاء ربها و هي حاملة النور ...
فقد رعت حق الله ... و الكل أحبها بإيمانها و أخلاقها و بشاشتها ...
و ما بقي لي عند ذكراها إلا رفع كفاي لمالك الملك لأدعي لها أن يرحمها ... و يغفر لها ... و يوسع لها في قبرها ... و يجعله روضة من رياض الجنة ...
إنه سميع مجيب ...


الرائعة .. غيداء سمير نوار
الصف ثالث أدبي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق