الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

المدينة المظلمة

مدينة سكنها الظلام والضياع خدمها على مدى الأعوام ,  فكان الفراغ ماؤها , والجهل طعامها ,  وهكذا حالها إلى أن مرت سحابة بيضاء... كأنها نور بدون مدى,  وتلتها الحياة الجميلة الملامح باسمة مشرقة , ظللت المدينة بسعادة تعجبية, فميادينها أنيرت , وشوارعها نظمت , حتى تمركزت ضمن أعظم المدن.
بالطبع يتبادر إلى ذهنك سؤال متردد في الطرح ! أين هي هذه المدينة ؟ لم نسمع لها من سيرة , سوى ماض ومسيرة وحكايات وقصص مثيرة !
فبعد أن استعادت المدينة , بريقيها وحضارتها , نقمت نعمتها وأصبحت تتلهف للظلام , لم تعد تريد هذه الحياة ,  فخربت شوارعها وأعتمت ميادينها وجففت أراضيها فظمأت , وزادت بالعتو إلى أن أعادت لنفسها سابق عهدها , عهد الظلام والضلال.
نعم نقمت المدينة خيراتها , نقمت أمة محمد دينها , فبعدما جاء نور أشرف الخلق رسول الله وأمدهم بنور الحياة أطفئوا الأضواء , وتداعوا بأنها قصة محكية , فنسوا الشريعة ونسوا الحياة ... 
أمة محمد ماذا كانت ؟ والى أين وصلت ؟ كانت عظيمة , شامخة رافعة رأسها ,أصبحت نعامة رأسها تحت التراب .
أين العلة ؟  هنا بالمدينة ذاتها... اعترضت على دينها , وغارت من مدن سادها الظلام , فغيرت الأحكام , وتهاونت بالإسلام , والحجة الوحيدة , هي مواكبة العصر الهدام , لم يعد بعجبنا شكل الدين فهو متشدد , رغم علونا به جبال الشرفاء, إلا أنه لا يعجبنا !
نريد ما هو متساهل به , وان كان على حساب حياتنا وقلبها إلى حياة الذل والضعف.
لنتأمل فيما ساد تفكيرنا , أنفكر برسولنا الكريم ؟! أم بصحابته وخلفائه من بعده ؟! أم لرجال رفعوا للدين علمه ؟!  
 لا .. ثم لا... كل ما ساد تفكيرنا قليلا من تفاهة الأمور,  مع كثير من جنون العصور, من شدة غبائنا أصبحت ظلمتنا أشد كحالة من باقي المدن المجاورة , فالعقول مظلمة , والقلب مظلم, والمعاملات ظالمة, والدين مظلوم , فلا ننسى أننا( مدينة مظلمة )


              بقلم النسمة الهادئة : مريم طه البلاط ( ثالث أدبي

هناك تعليق واحد:

  1. إن أصغر شمعة فى العالم تضئ ولو وسط أكبر ظلام فى العالم !!! نعم بهذه الشمعة ولكن من لها ؟؟؟!!!!!!!! قال الأمام القيم بن القيم رحمه الله ياله من دين لو أن له رجااااااااااااااال !!!
    * هؤلاء غيروا فما الذى ستغيره ؟!
    *هؤلاء قدموا فما الذى ستقدمه ؟!
    *هؤلاء بذلوا فما الذى ستبذله ؟!
    * قال الأستاذ حسن البنا " أقيموا دولة الأسلام فى قلوبكم تقم لكم فى أرضكم " إى نعتقد ذلك ثم العقيدة هى المحرك للعمل والدعوة وكل شئ يحبه الله ويرضاه ...

    ردحذف